هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الوسوآس الخنآس

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
meEly
مُدِِيــر آلـζـآرههـﮩ
meEly


انثى آلمشـآركآتً » : 69
آلنقآطً » : 1323
تاريخ الـآنضمـآمً » : 29/04/2011
آلمؤطن » : البح ـــرين

الوسوآس الخنآس Empty
مُساهمةموضوع: الوسوآس الخنآس   الوسوآس الخنآس Emptyالسبت أبريل 30, 2011 1:10 am

الوسـواس الخنـاس
همسة: اتقوا الذنوب فما من بليّة ولا نقص رزق إلا بذنب.
أعلن توبته بعد أن قضى شطراً من حياته يرتكب الفواحش، ربما مرض السكر قد نهش جسده وما أبقى لفحولته باقية، أو نتيجة زهد بعد تخمة وشبع، و قد تكون (عواطف) المرأة اللعوب التي استنزفت جيبه وهددته بالفضيحة.
في لحظة سقوط يدرك الإنسان أنه (لا شيء) بالرغم من امتلاكه النعم إلا أنها تزول حينما يغضب رب العباد فيأمر الأقدار أن تجهز على هذا الإنسان بإشارة (كن فيكون).
حاول أن يكفّر عن ذنوبه ويمحو من ذاكرته كل مشاهد الفجور إلا أن الشريط يعترضه ويحرضه بلهفة على العودة وهذا يناقض ما أقدم عليه، فالتوبة تعني استنكار كبائرك التي تنزل عليك النقم، والندم على ما مضى والعزم على ترك العودة إليها أبداً.
استشار إمام المسجد بعد أن صلى الظهر جماعة فأكد له أن درب التوبة يحتاج إلى مجاهدة وصبر لذا نصحه بالصوم وممارسة لبعض الرياضات الروحية والتصدق على الفقراء ويثق بالله فإن رحمته واسعة وأنه عز وجل يحب التوابين ويحب المستغفرين.
واستتبت قناعاته فأقدم على هذا الطريق بصدق وإيمان فوجد ذاته المتبددة في دروب الفساد الوعرة واستجلب مجامع همته ليقاوم ملذاته المباحة كنوع من التمرين النفسي، كحبه للطعام، للنوم، للسفر، متع الحياة التي ارتشف منها القليل.
استأنست زوجه (فادية) استقامته فقد استجاب الله دعواتها بهدايته إذ تغيّر (عبد الرحمن) تماماً واستضاء قلبه بنور اخترق الحجب السوداء التي ضللت رؤيته وحرر روحه من سجن مشبع بنتانة الذنوب.
وبفضل دعائه واستغفاره تفتحت أمامه أبواب الرزق وخرج من أزماته ظافراً حتى أدركه حزن شديد فانكب على الصلاة والصوم ليذيب لحمه الذي انتعش بالحرام وليذيق جسمه ألم الحرمان كما أذاقه حلاوة المعصية، يناجي ربه في الأسحار (يا رب شرنا إليك صاعد وخيرك إلينا نازل، يا واسع المغفرة، يا وهّاب النعم، كيف أحمدك وأشكرك وأنا العاجز الفقير، المذنب الحقير، فقد اقترفت ذنوباً قد سترتها على الخلائق بلطفك)، ثم يخرّ ساجداً باكياً من خشية الله.
فقد تعباً وتهيأ واستعد لرحلة التوبة والعودة إلى الله عز وجل وقرر أن يحج هذا العام ليتوج توبته بتاج الطاعة وفكر ببعض الترتيبات التي تسد الثغرات السالبة في حياته فاتخذ الحزم في الضوابط الشرعية التي كانت مهمشة في أسرته وشدد على حجاب زوجه وبناته، تذمرت (فادية) من قوانينه الصارمة ووجدت فيها قساوة وغلظة لكنه القيّم الذي يحمي بيته من عوامل الفساد التي نهشت شبابه، الصلاة في مواقيتها، الرقابة على قنوات التلفاز، تحريم الطرب، لأنه نوع من المخدرات العصبية، جمع أولاده وحدثهم عن الحكمة من غض البصر وصوم العازب لجام لشهوته، وتداعيات الاستغراق في النظر المحرم.
وفي الأسحار يسأل ربه، يرفع كفيه دامعاً:
(هل رضيت عني يا رب).
يأمر زوجه وهو يستفقد الثلاجة الطافحة بالطعام (عليكم بالوسطية في الإنفاق فلا إسراف ولا تقتير).
ترد باب الثلاجة بعصبية:
(عودتنا على البذخ ومن الصعب أن نمسك أيدينا الآن).
وتابع وهو محتفظ بهدوئه:
(ليس من الضرورة أن نأكل اللحوم كل يوم فالعدس والخضار يسد الحاجة وأعتقد أنه طعام صحي فالإفراط في أكل اللحوم يُقسي القلب).
والتفت إلى الخادمتين وهما تحومان في المطبخ:
(سأصرف الخادمة الأخرى، تكفينا واحدة، على الأقل تجدين فرصة للحركة كي تخسري بعض الوزن).
أعرضت عنه:
(يبدو أنك مصرّ أن تدفننا ونحن أحياء).
(بل أقوّم حياتنا بالشكل الذي يرضي الله ولا يعرضنا إلى العقاب يوم الحساب).
تمتمت فادية ساخطة:
(ولكن لا رهبانية في الإسلام).
ارتبك عندما مسّت رجولته:
(إني أتطهر وأحتاج إلى دعمك).
سخرت:
(تتطهر؟! ممن؟! من زوجتك؟).
تضرج وجهه وكان دخول ابنه مهرباً من هذه الورطة.
لأول مرة تجهر (فادية) بعطشها بينما هو يروض الوحش داخله حتى استطاع أن يعتقله في زنزانة العفة وما زال يمارس رياضاته الروحية كي تتوازن رغائبه فلا تفترسه الأهواء في لحظة ضعف.
اطمأن تماماً فشيطانه مكبلاً بإرادته الصارمة، الانتصار الذي يبلغه الإنسان العابد وهو يقفز درجات سلم الكمال الإلهي حتى التسليم المطلق لله عز وجل، بيد أن موت ابنته الصغرى في حادث طريق استقطب ذهنه ولفرط الصدمة سقط من شاهق الغياب مستدركاً وهو يتلفت بحثاً عنها (أهكذا تكافئني يا رب).
أخذته نوبة حزن إلى متاهة من الوسواس الخناس المنتقم قد استنفر وأتباعه لمهاجمته.
(عبد الرحمن، ألا تلاحظ أنك خسرت زوجك وابنتك العزيزة؟ تذكر ماضيك، كنت تتفجر رجولة، والمرأة المتمردة الآن كانت في يوم ما ذليلة خاضعة).
نفض هذه الخواطر وهب من رقاده ليصلي.
وفور أن رفع كفيه مكبراً تساءل يبدو أني توضأت على عجل فنسيت غسل يدي اليسرى، توضأ ثانية، الهمّ استحوذه ففراق ابنته شتت فكره.
دخل الصلاة ساهماً، ليس بذات الروح الوثابة والتوجه السابق، اضطربت ذاكرته وحدس أنه اشتبه بعدد الركعات فطائر خياله يميل به إلأى كل ركن كانت تلعب فيه طفلته، غضب بشدة نفسه الواهنة مزقتها الوساوس فكان صيداً لحبائل الخناس زعيم الشياطين الذي اغتاظ من توبته وعاهد جنده على ملاحقته حتى يقطع عليه طريق التوبة.
اسيقظ عبدالرحمن من نومه هذا الصباح مرهقاً، قفز كالملدوغ فارتدى ثيابه وفر إلى دائرة عمله.
دخل محرجاً، وبأمر غاضب من المدير:
(تفضل عندي في المكتب).
وبوجه عابس خاطبه:
(ما الذي حدث يا عبد الرحمن فقد بلغت تأخيراتك الحدود المعقولة).
ثم دفع إليه الإشعار:
(انظر إلى الخصومات المتراكمة والإنذار الأخير الذي لم تعره انتباهك، حتى إنتاجك قل عن السابق).
تفرس وجهه ملياًَ:
(ما بك ذابل الوجه؟ هل أنت مريض؟ عيناك مرهقتان، ألم تنم جيداً؟!).
(نعم بعد وفاة ابنتي ساءت حالتي النفسية).
وبحزم يفض المدير اللقاء:
(أرجوك دع العواطف وانتبه إلى عملك، والآن تفضل).
(حاضر).
إنه طريق الندامة يا عبد الرحمن، خدعوك فقالوا لك تب إلى الله، وها هي آثار التوبة، مشاكل تتقاذف عليك من كل ناحية وآخرها الخسارة المالية، (هذا يعني أنني لن أستطيع حج بيت الله!!).
وقرر الذهاب إلى الطبيب بعد غمز ولمز زوجته المهين لرجولته.
قال له الطبيب:
(تحتاج إلى إبرتين من الأنسولين، فمعدل السكر مرتفع جداً).
سأل في خجل:
(لم أعد قادراً على أداء واجب الزوجية).
(إنه أمر حتمي نتيجة إهمالك، فمنذ فترة وأنا أنصحك بالرياضة والرجيم لتدارك المرض في هذا السن لكنك لم تستجب).
سأل مستجدياً:
(وما الحل يا دكتور؟).
(يمكنك مراجعة طبيب متخصص).
(والله زمان يا عبد الرحمن كنت أسداً يثاور الفريسة، ما بك الآن وقد خبت حيويتك).
محاولاته مع فادية باتت سراب، ردودها العنيفة تطعن قلبه في الصميم، مواقفها المريبة تثير شكوكه، تخرج مضطربة إلى شيء في العتمة وترجع منهكة قد لفظت حقدها عليه واستراحت، الهمس المرتبك خلف الباب المقفل بالمفتاح، شرودها المنعش حينا ترقد في السرير وتنسى كل الكائنات حولها.
ألا تعرف يا عبد الرحمن معنى هذا؟
فتح القرآن الكريم ليستخير في طلاقها:
بسم الله الرحمن الرحيم (قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس، من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس).
لفظ زفرات كبده المحرور:
(ماذا دهاني؟ هل أشك بفادية، زوجة عمري، المرأة التي أخلصت لي طوال هذه السنين؟
من قال لك أنها مخلصة؟!
إنها زوجة تتلظى على جمر الحرمان و...
صرخ بعنف وهو يخبط المنضدة بقبضة كفه:
(أعوذ بالله من شر الشيطان الذي يزيدني ذنباً إلى ذنبي).
توضأ ليطفأ سعير الغضب وتصفح القرآن الكريم حتى استوقفته الآية الكريمة (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) الشورى: 30.
وفي ومضة نور يسمع صوتاً كالبلسم العذب داخله:
يا عبدالرحمن ما من عبد يقترف أمراً محرماً فيموت حتى يُبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه، إما في مال، وإما في ولد، وإما في نفسه، حتى يلقى الله عز وجل وما له ذنب، وإنه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه فيشدد بها عليه عند موته، لقد كفرّ الله عن ذنوبك كلها بهذا الاختبار الصعب الذي غربل إيمانك ومحّص سريرتك وجعل أكبر الشياطين تحاصرك لترتد عن الطاعة، اثبت يا عبد الرحمن، اثبت وتصبّر على البلاء فأمامك كثير من البشارات.
وتذكر قوله سبحانه:
(وبشر الصابرين).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ĝαℓαẋч
مُدِِيــر آلـζـآرههـﮩ
ĝαℓαẋч


انثى آلمشـآركآتً » : 70
آلنقآطً » : 1320
تاريخ الـآنضمـآمً » : 28/04/2011
آلمؤطن » : آلسعوديهً
آلمزآج » : فرحـآنهً

الوسوآس الخنآس Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسوآس الخنآس   الوسوآس الخنآس Emptyالسبت أبريل 30, 2011 1:13 am

تسسلمينً يآ دبه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
meEly
مُدِِيــر آلـζـآرههـﮩ
meEly


انثى آلمشـآركآتً » : 69
آلنقآطً » : 1323
تاريخ الـآنضمـآمً » : 29/04/2011
آلمؤطن » : البح ـــرين

الوسوآس الخنآس Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسوآس الخنآس   الوسوآس الخنآس Emptyالسبت أبريل 30, 2011 2:07 am

✖ мiѕs яαήσσм∫♥ كتب:
تسسلمينً يآ دبه

الله يسسلمك ..!
كم مرة أقول لك مو دبه ..! :5:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زمْــטּ ٍ قِاسيےَ
سُكًًاًنْـﮩ آلـζـآرههـﮩ
زمْــטּ ٍ قِاسيےَ


آلمشـآركآتً » : 44
آلنقآطً » : 1307
تاريخ الـآنضمـآمً » : 16/04/2011

الوسوآس الخنآس Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسوآس الخنآس   الوسوآس الخنآس Emptyالإثنين مايو 02, 2011 12:13 am

ققصتك في قمه االروعه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
meEly
مُدِِيــر آلـζـآرههـﮩ
meEly


انثى آلمشـآركآتً » : 69
آلنقآطً » : 1323
تاريخ الـآنضمـآمً » : 29/04/2011
آلمؤطن » : البح ـــرين

الوسوآس الخنآس Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسوآس الخنآس   الوسوآس الخنآس Emptyالإثنين مايو 02, 2011 12:17 am

زمْــטּ ٍ قِاسيےَ كتب:
ققصتك في قمه االروعه

منــــو :5: ر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوسوآس الخنآس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: `»¸l[ ζـٱﺮهـﮩ آلعآم ]l¸«´ :: ҉`» آلقصص | Stories ¸-
انتقل الى: