هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جرح النمرة ..!

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
meEly
مُدِِيــر آلـζـآرههـﮩ
meEly


انثى آلمشـآركآتً » : 69
آلنقآطً » : 1323
تاريخ الـآنضمـآمً » : 29/04/2011
آلمؤطن » : البح ـــرين

جرح النمرة ..! Empty
مُساهمةموضوع: جرح النمرة ..!   جرح النمرة ..! Emptyالسبت أبريل 30, 2011 1:17 am

جـرح النمرة
همسة: لا يتكبر إلا وضيع.. ولا يتواضع إلى رفيع.
هكذا عادتي كل صباح..
أقصد المارينا وتحديداً مقهى (بوول) لأتناول فطوري، كوب الكابتشينو وقطعة الكرواسون، أنتظر النادل ليأتيني بالطلب بينما أتابع أعمالي في اللاب توب الذي بات يرافقني كحقيبتي اليدوية.
أرد على الإيميلات المرسلة لي من المراكز التجارية وشركات التجميل لأقتني أجود وأندر السلع فأنا أملك مؤسسة تجارية تعمل في استيراد وتصدير أدوات التجميل والماكياج والعطور والساعات الثمينة.
قررت أن أنحت في الصخر قدري كي آخذ وكالة إحدى الماركات العالمية، فقد تغلغلت في السوق وعرفت أسرار التجارة فسوقت بضاعتي وغطيت جميع المحلات والحوانيت ولي طموح أن أبلغ العالمية في إنتاج عطر مميز أو سلعة تذهل الناس، استهوتني التجارة فانغمرت فيها حتى العظم.. فالأرقام استولت على تفكيري، عقلي ماكنة تهضم الأشياء وتحولها إلى أرقام، حتى الناس حولي أقيمهم كأرقام ويلاحظ زوجي (هيثم) أن لساني يعدد في منامي جداول من الأرقام تارة أجمعها وتارة أطرحها فذاكرتي آلة حاسبة دقيقة وسريعة ربما أغفو أو أفقد الوعي لكن تبقى الأرقام مهيمنة على ذهني، الأرقام تعني لي الشيء الكثير، رصيدي في البنوك، أرباحي، خسائري، إنها مكونات حياتي الأساسية، حينما نجلس على المائدة تثير تساؤلاتي أطباق الطعام فطبق الأرز الذي نتناوله كل يوم لا نفكر كيف ارتفع سعره في السوق، البطاطس التي نحسبها سلعة رخيصة يتضاعف ثمنها دون أن يعرف المستهلك ما وراءها من عمليات حسابية محضة، المقياس الرقمي يشغلني عن مذاق الطعام ولذته، بل إنه يغدو مُراً حينما أتذكر جشع بعض التجار واستغلالهم.
- ألم تعجبك الكفتة؟
يوقظني (هيثم) من شرودي.
لم أعرف إلا طعم واحد ألا وهو سعر اللحمة المتذبذب هذه الفترة، استرجعت في ذاكرتي الحروب الباردة التي يشنها بعض التجار على بعضهم البعض لغزو السوق والاستفراد الجشع بالساحة.
ابنتي (منال) رقم واحد، لم أرغب في إنجاب غيرها فلا وقت عندي للاختباء أربعون يوماً تحت ذريعة فترة النفاس ولا طاقة لي على تحمل أعباء الرضاع، يكفيني أنها كبرت وكنت أقيس طولها وحجمها بالأرقام، كان هذا شغلي الشاغل حتى كبرت وغدت فارغة وبحجم مثالي، الأشياء الأخرى التي تثرثر بها الأمهات مجرد قضايا فارغة عقيمة لا تعنيني، فالأم الناجحة هي من تبني صحة أولادها بالحجم والطول المثالي، الأرقام أخذتني إلى غابة من الوحوش تفترس بعضها بعضاً حتى تطرد الضعيف عن دنيا المال شر طردة، كان علي أن أربي مخالبي وأنيابي وأدخل معارك شرسة مع ثُلة من الثعالب والنمور، وكلما ربت ثروتي تعطش العربيد داخلي إلى التهام الخصوم بينما حلمي الموعود يبرق سناه في ضباب حياتي فأنجذب إليه كالمسحورة (تأسيس أعظم إمبراطورية مالية في الشرق الأوسط).
- مزيد من القهوة؟ يسألني النادل.
أقفلت جهاز (اللاب توب) لأغادر المقهى.
ابتسمت وأنا ألقي البخشيش على الطاولة:
- أكتفي بهذا القدر.
خرجت إلى مكتبي منتعشة يرشح جسدي رذاذ الصباح البارد وندى النهار الرهيف وأتذكر أن بانتظاري ساعات عمل مرهقة إذ لا يمكنني مباشرتها إلا بعد أن أنعش مزاجي بفنجان قهوة ساخن، حينما أدخل يقف في استقبالي طابور من الموظفين والموظفات أشق الصف متبخترة كالطاووس غروراً وتكبراً، فالتفخيم والتعظيم يطربني لأنه حصاد كفاحي المرير وثمار جهودي الجبارة، إنها عقليتي الفذة التي أهلتني بهذا الطراز بعد أن طويت الماضي يوم كنت ذرة نكرة فوق ثرى الفقر ورفلت بفضل نجاحي إلى السماء كالثريا، الأيام تصقلني من جديد فتبلد إحساسي وما عدت أشعر إلا وأنا أطحن ذاتي وأدور بآلية وقسوة لأصنع الثروة، الروتين اليومي يفقدني المتعة بالحياة والإحساس بالناس، أنفق المال في بذخ فاحش ربما لأشبع غروري ولأضفي مسحة الطغيان على حياتي المثيرة.
دُعيت إلى مؤتمر سيدات الأعمال في (جنيف) وكنت على أهبة الأستعداد، ذهبت إلى السوق للتبضع، استهوتني الثياب الرسمية ذات اللون الرمادي والأزرق الداكن، الكنزات الرجالية استرعت انتباهي فهي تضفي على طلتي مهابة ملكية، ولمحت الأحذية المعروضة في الفاترينات فوقع ناظري على المسطحة فالكعوب العالية لا تليق بسيدة أعمال جبارة!
أما الحقيبة الأنثوية فوجدتها نشاز مع هيئتي الرسمية، عرجت في طريقي على أشهر صالون تجميل تؤمه نساء الطبقة الثرية، تركت رأسي لـ (حسناء) أمهر كوافيرة على الإطلاق.
- أتحبين استايل (هيلاري كلينتون؟!)
حسناء تعجبني لأنها تستقرء ذوق الزبونة بذكاء.
وسألت في خجل:
- ألا تجدين ثمة شبه بيننا؟
هكذا عادتها في استمالة الزبونة:
- بل أنتِ أجمل بكثير.
خشيت أن تضعني في مصاف المذيعة العالمية (أوبرا) فأنا لا أملك ملامحها الوحشية وجثتها الضخمة.
أعددت نفسي لهذه الرحلة تمام الاستعداد، ذاكرتي الرقمية تأخذني باتجاهات عملية بحتة فنسيت وأنا في غمرة انشغالاتي زوجي (هيثم) وابنتي (منال) فقد وكلت شؤونهما لخادمتي (ميشيل) فهي تنوبني في غيابي، إذ لم تعد هذه التفاهات البيتية ذات قيمة في موازيني الرقمية، أسافر وأرحل في المواسم والفصول وأنا باردة الأعصاب، ناضبة المشاعر فالزمن استل ذلك الحس الرهيف داخلي ربما أمر بحالة انقلاب في كيميائية جسمي مع انحلال نسيجي الأنثوي ورقتي الفطرية فكل من يعاشرني يلمس غلظة طبعي وفظاظة خلقي، لم أنتبه إلى تبدلات مزاجي إلا عندما فرطت بقلائدي وأساوري فهي قيود وأصفاد تشعرني أني جارية، الألوان الزاهية والثياب المزركشة تغادر خزائني وأدراجي لأنها أدلة ضعفي وسذاجتي، أغاظتني (منال) عندما اشترت لي في عيد الأم عقداً من اللؤلؤ لتلف رقبتي بطوق خانق، ما عدت أميل للتبرج والزينة.. (هيثم) لا يعبأ بي إنما يترك لي الحبل على الغارب.. ربما اتقى شر نمرة متحفزة للهجوم، يشاركني المائدة صامت مجتنباً كل حديث صادم لعله يهاودني مرغماً كي يجتنب قتال الأزواج.. اعتزلته في حجرة خاصة عن قصد.. فالاحتضان يجفف منابع الشوق، والبعد يضرم في الرجل حيوية، وجدته يهضم أفكاري بسهولة ويعفيني من صراع الزوجات وهن يكدحن لتلبية الرجال.
عدت باكراً هذه الليلة بعد اجتماع استنزف طاقتي وألقيت جسدي على السرير فغفوت، استيقظت فجأة وتذكرت أنني لم أتناول قرص (اللبيتور) الخافض للكولسترول، خرجت إلى المطبخ لأجلب الماء، استوقفتني همهمات الخادمة.. اقتربت من حجرتها وأرهفت السمع إلى الحسيس المريب تجمدت في مكاني، دفعت الباب فضبطتهما معاً..
وبوجه جامد خالٍ من أي انفعال اعترف هيثم:
- إنها زوجتي على سنة الله ورسوله.
هجمت عليهما لأفترسهما وأنا ثائرة:
- خادمة؟ تخونني مع خادمة أيها السافل.
تقف ميشيل بصلافة وهي متلفعة بقميصي الأصفر:
- لم أعد خادمة.. بل سيدة مثلك.
صفعتها:
- أخرسي.
لم يتوارى عن خجل أو يتورع عن خوف بل ألفيته يتحداني ويشعل فتيل غيرتي انتقاماً:
- أحبها وليس لي تبرير آخر.
ثم رمقني بنظرة ازدراء:
- سأخرج مع زوجتي لأعيش معها في أي جحر في العالم، فلم يعد هناك ما يربطني بك.
وبلمح البصر جهزت (ميشيل) حقيبتها لتغادر معه.. وفي طريقه صفعني بإهانة جرحتني في الصميم:
- آسف لا أستطيع أن أعيش مع رجل!
وفي ومضة تراءت أمامي مشاهد خيانتهما وانغماسهما بعلاقة عاطفية استوت ونضجت في غفلة مني.
أعلن هيثم زواجه على الملأ فطالتني الأقاويل المهينة، امرأة بهذا الوزن يتزوج عليها الأحمق خادمة!! وأحسست أن سياط اللوم لا ترحم والألسن النباشة لا تصمت وكأني بأصابع الناس تشير عليّ ساخرة (النمرة استبدلها زوجها بفأرة).
قاومت الواقع لأثبت لنفسي أنني في أوج قوتي لكني وللأسف الشديد سقطت في وحل الضعف والهوان، اغتظت منهما وتمنيت لو أقطعهما أرباً إرباً، كيف استغفلني واتخذها زوجة، أريد أن أسترجع كبريائي المهزوم أمام الشماتين والمغرضين، لكن لا حول لي ولا طول.
- ماما أنتِ السبب.
طعنتني ابنتي بخنجر ولذت في صمتي عاجزة وانتابتني بعد هدأة وسكون نوبات غضب عارمة تفترسني بشراسة.
- الحقير الذي استبدلني بحشرة.
تقيأت كل الأرقام التي ابتلعتها طوال هذه السنين حتى انتهيت إلى خواء وصرت أغذي في نفسي أنه رجل تافه يستحق أن أبصق في وجهه، لكن أربأ بمكانتي كيف تحتلها خادمة.. فجرح قلبي لا يطيب.. القصة افتضحت نفختي الكذابة وعظمتي الوهم، الأيام المريرة تعيدني إلى الصفر حيث لم أكن شيئاً، ففي اجتماعاتي أنسى ما أعددت من برامج، وتكرر النسيان وضعفت ذاكرتي المستنزفة في التفكير الانتقامي ورغبتي في تحطيمهما تشغلني ليل نهار، هل ألفق للخادمة تهمة لأطردها خارج البلاد؟ خيالي الإجرامي يجنح إلى الثأر منهما!! كم من الاجتماعات ألغيت، وكم من الدعوات رفضت، هل هانت عليّ نفسي لأحبسها في سجن المرارة والعذاب، لم أنم طوال هذه المحنة.
خرجت باكراً هذا الصباح لكني لم أعرج على المقهى كعادتي لأتناول فطوري بل ذهبت إلى المحكمة لأرفع على (هيثم) قضية خلع فقد رفض أن يطلقني عنداً وانتقاماً لعله يسترد رجولته المهمشة طوال سنين الماضي.. الآن عرفت أن صمته كان لغماً انفجر في الوقت المناسب!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زمْــטּ ٍ قِاسيےَ
سُكًًاًنْـﮩ آلـζـآرههـﮩ
زمْــטּ ٍ قِاسيےَ


آلمشـآركآتً » : 44
آلنقآطً » : 1307
تاريخ الـآنضمـآمً » : 16/04/2011

جرح النمرة ..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: جرح النمرة ..!   جرح النمرة ..! Emptyالسبت أبريل 30, 2011 1:41 am

ابدعتي يا قمر
واااااااصصلي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
meEly
مُدِِيــر آلـζـآرههـﮩ
meEly


انثى آلمشـآركآتً » : 69
آلنقآطً » : 1323
تاريخ الـآنضمـآمً » : 29/04/2011
آلمؤطن » : البح ـــرين

جرح النمرة ..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: جرح النمرة ..!   جرح النمرة ..! Emptyالسبت أبريل 30, 2011 2:21 am

زمْــטּ ٍ قِاسيےَ كتب:
ابدعتي يا قمر
واااااااصصلي

منور ..!
:12:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ĝαℓαẋч
مُدِِيــر آلـζـآرههـﮩ
ĝαℓαẋч


انثى آلمشـآركآتً » : 70
آلنقآطً » : 1320
تاريخ الـآنضمـآمً » : 28/04/2011
آلمؤطن » : آلسعوديهً
آلمزآج » : فرحـآنهً

جرح النمرة ..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: جرح النمرة ..!   جرح النمرة ..! Emptyالسبت أبريل 30, 2011 6:54 pm

يعطيكً العآفيـهَ :2:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جرح النمرة ..!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: `»¸l[ ζـٱﺮهـﮩ آلعآم ]l¸«´ :: ҉`» آلقصص | Stories ¸-
انتقل الى: