هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القبيحة ..!

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
meEly
مُدِِيــر آلـζـآرههـﮩ
meEly


انثى آلمشـآركآتً » : 69
آلنقآطً » : 1323
تاريخ الـآنضمـآمً » : 29/04/2011
آلمؤطن » : البح ـــرين

القبيحة ..! Empty
مُساهمةموضوع: القبيحة ..!   القبيحة ..! Emptyالسبت أبريل 30, 2011 1:23 am

القبيـحـة
همسة: بالبصيرة نرى ما لا نراه بالبصر.
بالرغم من بشاعة طلتي إلا أني راضية بقدري ولم يشكل لي هاجساً مزعجاً، بيد أن هذا الهمّ لا يبارح أمي بل ينحت داخلها قلقاً مزمناً خصوصاً عندما تركب بنات الأسرة قطار الزواج وأبقى في المحطة وحيدة، فمن يملك قدرة جبارة على أن يهضم وجهاً بهذه الدمامة؟ ثمة هاتف يراودني باستمرار أن الله عز وجل قد ادخر لي في طيات الغيب زوجاً مختلفاً عن كل رجال الأرض وأعلل نفسي بهذا الأمل وأنا في قناعة تامة.
تدهشني نظرات الشفقة في عيون الناس حينما أخطر بقامتي القصيرة الناحلة، تقفز البغتة على لسانهم (مسكينة، كي هي قبيحة)، ابتسم ابتسامة تحمل مضامين عميقة لا يفهمها إلا النوادر!
ربما لو رسمت كاراكتير وجهي لكان أبرز ما يثير الضحك أنفي الأفطس والعينان الضيقتان المنسيتان على وجه مستدير في سذاجة، تصاحبني الفتيات الشحيحات الجمال كي يبرزن حسنهن في مقارنة تصالحهن على ذاتهن، أغض الطرف عن هذه التفاهات بابتسامة تحمل مضامين عميقة لا يفهمها إلا النوادر!
نهم الرجال إلى فتنة النساء في عالم فضائي مشبع بالإثارة والجنون تقلق كل أنثى تفتقد ذات المعايير الخلابة لكني أنطلق في فضائي الخاص بابتسامة تحمل مضامين عميقة لا يفهمها إلا النوادر!
دعتنا إحدى القريبات إلى حفل زواج فجئن بنات خالتي لينقبن في هيكلي الطيني عن منبع حسن فما وجدن إلا عمق قاحل، أقرت نسرين (يمكنك ببعض عمليات التجميل إصلاح عيوبك).
وباستعلاء الواثق أسرح شعري وكأني أجمل فتاة، يتبادلن نظرات الدهشة خلسة وأمي تقف خلفنا تترقب ملهوفة لعلي أقتبس من ضياء الحسان الملتفات حولي بعض من النور، تفرقن بعد يأس ولكني صامدة في إيماني بذاتي فكل محاولات ابنة خالتي (نسرين) باءت بالفشل.
أسمع أمي تقترح: (لو قصت شعرها!).
نسرين يائسة:
- على العكس، فالشعر الطويل يغطي أذنيها الكبيرين.
تضع (سهيلة) في قدمي خفين بكعب عالٍ:
- سيضيف إلى طولك بعض السنتيمترات.
حاولت أن أتوازن في مشيتي المرتكبة لكني هويت على المقعد:
- لم أعتد عليه، آسفة جداً.
خبت دوافعهن وعيونهن تنضح حيرة، وجه أمي المكفهر المنعكس في المرآة وقد اغتمت بشدة يثير شفقتي!
التفت إليهن قائلة:
- دعوني وشأني فهذا هو المقدّر لي من رب العباد، وهو سبحانه أعلم بتصاريف شؤوني.
في إبهار عبرت (وسن) ابنة خالتي الصغيرة:
- سبحان من كملّ عقلك، فهدوءك وبرود أعصابك حجة علينا، فمنذ أسابيع ونحن مستنفرات في قلق متأهبات في جهوزية تامة كل همنا أن نظهر أمام الناس في أبهى حلة وأجمل طلة.
وبررت أمي:
- هذه المناسبات كفيلة بالانفتاح على الناس وفرصة لتوطيد علاقتنا بهم بقصد تزويج بناتنا.
وعقبت جازمة:
- كل شيء بأمر الله وإذنه.
- أكيد بإذن الله يا ابنتي لكن عليكِ بالسعي.
استنكرت:
- أسعى في أي شيء يا أمي؟ أن أخادعهم بزينة كاذبة وبريق خدّاع.
أردفت وسن:
- تحتاجين هذا البريق لخطف الأبصار!
لم يؤثرن في قناعاتي، قلت:
- هذه أنا، بملامحي، بصورتي، بهيئتي، إن لم يجد أحداً فيّ ضالته فلا أفرض نفسي عليه.
أمسكت عن الكلام مستقرئة في وجوههن ردود الفعل، لكني عقبت بهذه المقولة:
- والزواج قسمة ونصيب.
خرجن بعد هذا الاجتماع وهن يسترجعن أفكارهن بشيء من الشك.
غادرت معهن إلى الحفل بشعري الأسود المنبسط بنعومة ووجهي المنشق عن ابتسامة عميقة لا يفهم مضمونها إلا النوادر.
كلهم مساكين!
لا يدركون إلا ذلك الصلصال المعجون بالدم، أديم الأرض المسحوق تحت أقدامنا فبصيرتي هي مرآتي الحقيقية التي أعرض عليها نفسي فينكشف جوهر الجمال المدفون وأجدني في منتهى الجمال وفي منتهى النور، ينقدح من أعماقي ضوءاً يخترق ظاهر الطين وسطح الجسد ليشف عن حورية مذهلة الحسن قامتها تشمخ حتى السماء الدنيا محبوسة في تركيبها البدني معتقلة في سجن من طين أراني في كل حين واقفة على شفا روضة غنّاء، فيحاء، ترفل في جنائنها ملائكة ونساء كالحور أغرف من ثمارها الشهي لذة تغنيني عن لذائذ الدنيا الزائلة، وهناك من يأتيني كل مساء بشوق جامح ليمنحني أطيافاً من النشوة وفي ارتقاء يجنح بي نحو كمالات السعادة الأبدية في معراج روحي يسبق الزمان وطاقة الإنسان القاصر، هل يفهم هؤلاء الناس انعتاق الروح والذوبان الأعمق حتى الغياب عن الوجود.
طفت آفاق فضاء لا محدود فانتزعت ذاتي الملتصقة بهذا الجلد المشوه الذي كان يحميني من رجال هم في أدنى مراتب الكمال.. اشتكيت لمحبوبي بعد أن حطت أرواحنا المنتعشة على سرير النور وثوبي الأخضر السندسي يغطي جسدي اللؤلؤي.
ترهقني العودة إلى الأرض وأمي المسكينة لا تفقه لغتي، اغتسلني بأمطار أنفاسه فشربت من معين عينيه الصافيتين ذوب الحب السرمد.
(سأهبط إلى الأرض كفارس خلاص).
أفقت من غيبوبتي وقد اضمحلت عن ناظري تلك المشاهد النورانية والتي تراودني كلما صعدت درجة في سلم الكمال، فالجبل الذي تسلقته سنين طويلة حتى بلغت القمة، استنزف جهدي وإرادتي، فجأة وجدت نفسي أبصر من فوق عالماً صغيراً، حقيراً، تافهاً يتلظى تحتي بسعار الرغبات المميتة للروح والقاتلة للهمة، وصعودي لم يكن وليد صدفة أو محاولة تجربة بل قرار اتخذته منذ وعيت أني تعيسة في الحياة ولا أعرف سبب تعاستي، وسألت نفسي (هل قباحتي هي السبب؟) لكني وجدت أجمل نساء الأرض يترمضن على جمر الشقاء والتعاسة، هل لأني يتيمة الأب فكثير من أيتام العالم سعداء بحكم العظمة والسؤدد الذي حرصهم في سيرهم نحو القمم.
وسألت مئات الأسئلة فما وجدت الأسباب التي افترضنها مبررات للتعاسة حتى اهتديت إلى سر وجودي في الحياة وذلك حينما داهمتني نوبة ربو فاختنقت وكدت أن ألفظ روحي وتراءت أمامي أشباح ضبابية وهياكل نورانية غريبة ولون الدنيا يتلاشى من أفق حياتي، ومذاق الموت المرير بنكهة حادة يتغلغل فيّ فيحبس شهقتي، وانتبهت بعد صحوتي أني منتشية بالدنيا رغم تعاستي ولازمني رعب فراقها فترة طويلة فشئت أن أبدد هذا الخوف والذعر، أقدمت على قراءة المصحف والاستغفار وصلاة الليل والتهجد في الأسحار وانطويت على هذه الحقيقة أعلل نفسي بأمنيات الفوز بالرضى والتسليم، وهنا اكتشفت سعادات بطعم ألذ مذاقاً، وانغمرت في العمق حتى الأعمق، زهدت الدنيا وروضت حواسي على ترك المعاصي ونأيت بنفسي عن مجالس الغيبة والنميمة، توحدت في عالم أصفى حتى تلاشت كل الألوان إلا الأبيض الأنقى، واقتطفت من جنان سيري المعنوي زهور سعادتي الدائمة النضارة، قطعت مراحل صعودي بصبر وتأمل ووقفت في كل محطة وحيدة أتلفت حولي فإذا بالناس غير الناس الذين عرفتهم، صرت أرى صوراً ملكوتية تناقض حقائهم الباطنية، فعيناني قد تحررتا من عقلة المادة وأضحى بصرهما حديد ينفذ بعمق إلى منابت الكائنات.
الارتقاء بالنفس لا يعرف حلاوته إلا من روض روحه على الزهد ومزق شرنقة المادة التي تضيق عليه الخناق وتقطع عليه طريق السفر إلى الله.
انتظرت فارس أحلامي كما وعدني.. لم يحدد لي الزمان أو المكان، زوجي المقدر في عالم الذر لابد أن نبحث عن مبررات الالتحام المادي في الدنيا، فكرت أمي بترميم بيتنا العتيق، إنها إمنيتي لاستقطاع جزء صغير من مساحته للحديقة، إذن نحتاج إلى مهندس يعيد التصميم.
- (محمد عبد السلام) مهندس بارع صمم بيت ابني.
هكذا أقنعتنا جارتنا (أم صلاح).
وذهبت إلى مكتبه، شاب أمين، ترتاح لعينيه المحلقتين خلف أسوار الدنيا، يحدثني بصوت ترحل فيه الحمائم البيضاء إلى أعشاشها في الجنة، تجاذبنا بلغة لا يفهمها الناس وبنبرة لا يسمعها البشر حتى أدركنا الأمنية المختبئة منذ دهور، فكان البيت وكانت خطوبتي صدمة لم يفق منها الناس إلى على حفل زواجي.
يتأملني بعينين تشهقان دهشة:
- لم أرَ من هي أجمل منكِ.
العيون المتلصصة يتطاير منها شرر الحسد:
- مهندس جميل وغني، كيف رضيّ بهذه القبيحة!
- انظري كيف يلتهمها بعينيه!
- كأنه لم يجد لها مثيل في الدنيا!
- إنه الحظ ذلك اللاعب الماهر الذي يقهر كل أسباب الفشل!
- فعلاً محظوظة!
- لكن ألم تلاحظي أن تحديقهما ببعض فيه كثير من الغرابة والغموض!
- نعم إنه يحلق ببصره إلى شيء بعيد!
- هذا يؤكد أنه مسحور!
ابتسم تلك الابتسامة العميقة التي لا يعرف مضمونها إلى النوادر!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زمْــטּ ٍ قِاسيےَ
سُكًًاًنْـﮩ آلـζـآرههـﮩ
زمْــטּ ٍ قِاسيےَ


آلمشـآركآتً » : 44
آلنقآطً » : 1307
تاريخ الـآنضمـآمً » : 16/04/2011

القبيحة ..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: القبيحة ..!   القبيحة ..! Emptyالسبت أبريل 30, 2011 1:55 am

يسلبمو يا مبدعه المنتدى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
meEly
مُدِِيــر آلـζـآرههـﮩ
meEly


انثى آلمشـآركآتً » : 69
آلنقآطً » : 1323
تاريخ الـآنضمـآمً » : 29/04/2011
آلمؤطن » : البح ـــرين

القبيحة ..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: القبيحة ..!   القبيحة ..! Emptyالسبت أبريل 30, 2011 2:10 am

زمْــטּ ٍ قِاسيےَ كتب:
يسلبمو يا مبدعه المنتدى

الله يسلمك ..!
من حظي صرت مبدعة .. :12:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القبيحة ..!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: `»¸l[ ζـٱﺮهـﮩ آلعآم ]l¸«´ :: ҉`» آلقصص | Stories ¸-
انتقل الى: